غوغل تدخل سباق تحقيق حلم الاندماج النووي
طوّرت شركة غوغل وشركة أخرى متخصصة في أبحاث الاندماج النووي خوارزمية حاسوب جديدة ساهمت في تسريع التجارب على ما يُسمى بالبلازما أو الهيولي أو الحالة الرابعة للمادة لتسريع تقدم العلم نحو الحصول على طاقة نظيفة ومتوفرة بلا حدود.
وتعمل غوغل وشركة "تري ألفا إنرجي"، التي يدعمها المؤسس المشارك لـمايكروسوفت بول ألين، لإنشاء ما يسمونها بخوارزمية طبيب العيون، التي تمكن من إجراء عمليات حوسبة معقدة مع قرارات بشرية للعثور على حلول جديدة وأفضل لمشكلات معقدة.
يُشار إلى أن الاندماج النووي الذي تتوحد فيه الذرات في درجات حرارة عالية للغاية لإطلاق كميات ضخمة من الطاقة، أمر على غاية من التعقيد. وتتضمن فيزياء الاندماج النووي ظواهر غير خطية "حيث يمكن لتغيرات صغيرة إنتاج مخرجات كبيرة"، الأمر الذي يجعل الهندسة المطلوبة لتعليق البلازما أمرا صعبا.
الإحساس الغريزي
وقال العضو بفريق غوغل لتسريع العلوم تيد بالتز إن الأمر برمته يتجاوز معرفتهم بكيفية العمل حتى بالاستعانة بمصادر بحجم حاسوب غوغل، لذلك جمع العلماء بين مناهج تعلم الحاسوب مع العمل البشري، ثم يطرحون خيارات أمام الباحثين، الذين يقومون بعد ذلك باختيار الخيار الذي يرون، بإحساسهم الغريزي، أنه الأكثر وعدا، وهو أمر يشبه اختبار اختيار النص الأكثر وضوحا خلال فحص قوة النظر.وأدت شراكة غوغل وشركة "تري ألفا إنرجي" إلى تسريع التجارب التي كانت تستغرق شهرا على سبيل المثال لدى الأخيرة لتستغرق ساعات فقط بعد العمل المشترك، كما أن هذه الشراكة أدت إلى خفض فريق الباحثين الفاقد في الطاقة بنسبة 50% من النظام وزيادة في الطاقة الكلية للبلازما، والتي يجب أن تصل إلى نقطة حرجة لإحداث الاندماج.
وقال رئيس شركة تري ألفا إنرجي وكبير مسؤولي التكنولوجيا بها ميشل بندرباور إن مثل هذه النتائج كانت بحاجة إلى سنوات لتتم من دون قدرات الحوسبة المتقدمة، وأعلن أن شركتهم تعتزم إنتاج كهرباء خلال عشر سنوات، وأنها أضافت إلى عضوية مجلس إدارتها وزير الطاقة الأميركي إرنست مونيز.
حلم العلماء
يُذكر أن الاندماج النووي كان يمثل حلم العلماء للحصول على طاقة نظيفة وآمنة ولا حدود لوفرتها، وازدادت الرغبة في الحصول عليها بازدياد تحديات المناخ وبروز الحاجة لخفض انبعاثات الكربون.لكن وبعد 60 عاما من الأبحاث وإنفاق مليارات الدولارات، لم يحقق العلماء شيئا يذكر من التقدم تجاه إجراء اندماج نووي على مستوى التجارب، أما تحقيق اندماج نووي على مستوى تجاري فلا يزال أبعد كثيرا، رغم أن مجموعات العلماء التي تتسابق لتحقيق هذا الحلم أصبحت كثيرة العدد وأشهرها مجموعة مشروع "إتر" بجنوب فرنسا الممول من حكومات أميركا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي وتبلغ ميزانيته 18 مليار يورو.
المصدر
التعليقات على الموضوع