غراء قوي لإصابات الجسم الداخلية بدون خياطة
على مدى عقود حاول العلماء ابتكار مادة لاصقة يمكنها إصلاح التمزقات في أنسجة الجسم التي غالبا ما تكون مغطاة بالدم.
وقد استخدم الغراء الفائق عشرات السنين لإغلاق الجروح، لكنه لم يساعد أبدا في الإصابات الداخلية لأنه سام جدا للخلايا ولا يلتصق بالأنسجة.
ويبدو أنه ستكون هناك طفرة هائلة في هذا المجال بعد أن ألهم المخاط الذي تفرزه حشرة غروية صغيرة تسمى البزاقة الطينية العلماء لإمكانية ابتكار غراء جديد يمكن أن يلتصق بالأسطح الزلقة في الجسم وينهي الحاجة إلى استخدام الغرز لإغلاق الجروح.
فقد تمكن الباحثون في كلية إمبريال لندن والعلماء في الولايات المتحدة من ابتكار غراء فائق القوة وشديد الصلابة مثل الغضروف، لكنه يمكن أن يتشبث بالأعضاء الداخلية للجسم.
وقد استوحى الباحثون التصميم من مخاط بزاقة من نوع "دسكي أريون" التي تفزر مادة لعابية لزجة تحميها من الحيوانات المفترسة المتربصة بها على السطح.
وهذه المادة اللزجة فعالة جدا لأنها تحتوي على بروتينات موجبة الشحنة تنجذب إلى الأرض أو الجدران.
ولتشكيل مخاط مماثل صنع العلماء مادة هلامية أساسها الماء وفيها جزيئات موجبة الشحنة تكوّن جاذبية كهربائية ثابتة مع الخلايا السالبة الشحنة في الجسم.
وقد اختبر الباحثون الغراء الجديد على جلد خنزير جاف ورطب وعلى الغضاريف والشرايين وأنسجة من القلب والكبد ووجدوا أنه يلتصق بها جميعا.
كما حافظت المادة اللاصقة على تماسكها عندما زرعت في فئران المختبر لمدة أسبوعين أو عندما استخدمت لإغلاق ثقب في قلب خنزير كان يعيش على مضخة ميكانيكية ثم تم تعريض المادة لعشرات الآلاف من دورات التمدد.
ولم تسبب المادة أي تلف للأنسجة عند وضعها على نزيف كبدي في الفئران الذي عادة ما يتم وقفه بالغرز.
ويعتقد الباحثون أنه يمكن تحويل المادة اللاصقة إلى رقعة لزجة مثل الضمادات اللاصقة التي يمكن قصها حسب الحجم المطلوب ووضعها على أسطح الأنسجة أو كمحلول عن طريق الحقن في الإصابات الغائرة.
ويرى الباحثون إمكانية جعل هذه المواد اللاصقة من المواد القابلة للتحلل بمجرد أن تؤدي الغرض منها، وأضافوا أنه حتى يمكن دمج هذه التكنولوجيا مع الروبوتات الناعمة لصناعة روبوتات لزجة أو مع المستحضرات الصيدلانية لابتكار واسطة نقل جديدة للأدوية.
المصدر
التعليقات على الموضوع