لماذا بلغت أسهم مايكروسوفت أعلى ارتفاع في 31 عاما؟
بعد إعلان مايكروسوفت الخميس الماضي عن نتائج قوية للربع الرابع تخطت قيمة سهم الشركة حاجز 77 دولارا خلال ساعات من التداول، قبل أن تستقر عند 74.3 دولارا مع نهاية اليوم، وهو الرقم القياسي الأعلى لقيمة سهم الشركة منذ تأسيسها قبل 31 عاما.
ويعتبر ارتفاع قيمة أسهم مايكروسوفت مسألة مهمة نظرا لأن الشركة أصبحت عامة منذ عام 1986، وقيمة السهم الأخيرة هي الأعلى للشركة، التي تقدر قيمتها السوقية بنحو 570 مليار دولار منذ تأسيسها.
وهذا الأمر مهم أيضا لأن الكثيرين كانوا متشائمين لسنوات بشأن آفاق مايكروسوفت، عند الأخذ بالاعتبار كيف أنها ضيعت تحولين كبيرين في كيفية استخدام البرامج وبيعها سواء على الويب أو الأجهزة المتنقلة، وفقا لموقع ريكود المعني بشؤون التقنية.
ويرى الموقع أن سبب ارتفاع أسهم مايكروسوفت إلى رقم قياسي يعود إلى سبيين:
الأول، أن الشركة ببساطة لم تنهر خلال التحول العالمي الكبير نحو الحواسيب المتنقلة من الحواسيب المكتبية، وبيع البرامج كخدمة اشتراك بدلا من بيعها على قرص مدمج في صندوق من الورق المقوى، وهما الطريقتان اللتان أصبحت فيهما مايكروسوفت شركة البرامج المهيمنة في العالم.
فعصر الهاتف المتنقل نضج، والثورة حدثت، ومع ذلك فإن مايكروسوفت حققت 21 مليار دولار أرباحا من 90 مليارا من العائدات في سنتها المالية 2017 التي انتهت يوم 20 يوليو/تموز الماضي. ولا تزال الشركة كبيرة وتنمو والعديد من أعمالها لا تزال مستمرة.
أما السبب الثاني، فيضعه موقع ريكود بصيغة "أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي مطلقا"، وذلك أن الشركة وجدت النجاح المنشود في عصر البرامج السحابية، حيث تبيع البرامج إلى الشركات على أساس اشتراكات دورية.
ويقع نشاط الشركة في مجال "التجارة السحابية" على مرمى حجر من هدفها المالي لعام 2018 والمتمثل في تحقيق معدل إيرادات سنوي قدره 20 مليار دولار أميركي.
فقطاع أعمال نظام ويندوز أزور السحابي، الذي يتنافس مع خدمات أمازون السحابية، نما بنسبة 97% على أساس سنوي في الربع الأخير، بما يمثل إعادة تسريع للنمو.
ولأول مرة تحقق حزمة تطبيقات مايكروسوفت أوفيس 365 السحابية الموجهة للشركات عائدات أكثر من نظام أعمالها التقليدي المعتمد على ترخيص البرامج، وفقا للمديرة المالية للشركة آمي هود.
ولهذا فإن صعود تطبيقات غوغل دوكس وغيرها من التطبيقات المستندة إلى الويب لم تُدمر فعليا تطبيقات أوفيس المكتبية، وإنما أجبرت مايكروسوفت على تعديل نموذج أعمالها بالتحوّل إلى السحاب، كما أن الحاسوب الشخصي لم يأفل، حسب المعدل المتوقع.
ربما كانت مايكروسوفت لا تزال تفتقر إلى التحولات الكبرى التالية، خصوصا في مجال الهواتف الذكية، ولكن حتى الآن هي لا تزال موجودة، والمستثمرون ما زالوا مهتمين بها.
المصدر
التعليقات على الموضوع