الفضاء...عالم لا يعرف الملل
بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على وصولها إلى محطة الفضاء الدولية، لا يزال لدى رائدة فضاء ناسا بيغي ويتسون Peggy Whitson صاحبة الرقم القياسي، دافع لفعل المزيد.
وفي تصريح لويتسون من المدار يوم الأربعاء الماضي (26تموز/يوليو) جاء في مقابلة مصورة مع أحد ممثلي كتاب غينيس للأرقام القياسية العالمية: "لم أشعر بالملل منذ وصولي إلى هنا في تشرين الأول/نوفمبر من العام الماضي، وأعتقد أنه في حال كنت على ارتفاع مناسب، يمكنك حينها البقاء في الفضاء لمدة طويلة، وفي الواقع هذا مرضٍ جداً ومن الممكن الاستمتاع به".
وتضيف: "تأتي هذه المتعة اللطيفة من بيئة الجاذبية الضعيفة". (تظهر بيغي واتسون رائدة الفضاء صاحبة الرقم القياسي في الصور).
فتقول ويتسون في هذا: "أن تكون قادراً على الطفو والحركة، وفعل ما تريد بجسمك في الفضاء هو أمر مدهش للغاية، كما أنه لا ينطوي على جهد كبير، ولكنها تضيف ملاحظتها أن هذه الحرية تجعل التعاطي مع العناصر الصغيرة أمراً أكثر تعقيداً، والتي ينبغي أن تُحفظ في الأسفل لحفظها من الطفو".
تحمل ويتسون ثلاثة أرقام قياسية عالمية في موسوعة غينيس للأرقام القياسية الرسمية، فهي أكثر النساء اللواتي مَشَيْن في الفضاء (1010 مرات)، كما يُحسَب لها أكبر وقت إجمالي للمشي في الفضاء والمسجل باسم امرأة (60 ساعة و21 دقيقة)، وأيضاً هي أكبر رائدات الفضاء اللواتي وصلن إلى الفضاء سناً (57 عاماً)، وتحمل أيضاً رقما قياسياً خاصاً بناسا بأكثر زمن تراكمي في الفضاء لرائد فضاء من ناسا (629 يوماً).
تقول ويتسون أن هذه الأرقام القياسية لطيفة، ولكن أكثر ما يميزها هو كونها علامة مميزة لكيفية استمرار ناسا بدفع التطور في التحليق الفضائي البشري.
وتقول: "أشعر أن سبب وجودي هنا هو للقيام بعملي، وسأفعل ذلك بأفضل ما لدي من قدرات، أعتقد أنّ الأرقام القياسية هامة بالنسبة لناسا لإثبات وتوضيح ما نقوم به، وكيف نتوسع ونتقدم، وأنّ هذا التحسن المستمر، وهو أمر مهم بالنسبة لنا جميعاً في ناسا، وليس بالنسبة لي فقط".
وصلت ويتسون إلى محطة الفضاء الدولية في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2016 على متن سفينة الفضاء الروسية سويوز (Russian Soyuz spacecraft) التي تستوعب ثلاثة أشخاص، وكان من المقرر أن تعود إلى الأرض الشهر الماضي، إلا أن ناسا ووكالة الفضاء الفيدرالية الروسية المعروفة باسم روسكوسموس (Roscosmos)، كانتا قد وقّعتا اتفاقاً في نيسان/أبريل لبقاء واتسون في المختبر المداري لمدة ثلاثة أشهر إضافية.
وعلى حدّ قول مسؤولين في ناسا، فإن هذه الاتفاقية التي استفادت من وجود مقعد شاغر على متن سيوز لأحد الأشخاص الذين سيغادرون محطة الفضاء الدولية في أيلول/سيبتمبر ستحافظ على المختبر المداري بطاقمه الكامل المكون من ستة أشخاص لفترة أطول، مما يسمح بالمزيد من الأعمال العلمية.
وقد خدمت ويتسون على متن المحطة الفضائية الدولية في ثلاث مهمات مختلفة على المدى الطويل، ولكن أحلامها في رحلات الفضاء لا تنتهي عند مدار الأرض.
قالت ويتسون ضاحكةً: "أحب أن أخطو على كوكب آخر، القمر أو المريخ، أو أي مكان آخر، لكن لسوء الحظ أخشى تقدّمي في السن قليلاً للقيام بذلك".
قالت ويتسون ضاحكةً: "أحب أن أخطو على كوكب آخر، القمر أو المريخ، أو أي مكان آخر، لكن لسوء الحظ أخشى تقدّمي في السن قليلاً للقيام بذلك".
التعليقات على الموضوع