باختصار
يُنصح المصابون بالإحباط بزيارة الطبيب، وقد لا يستطيع الجميع فعل ذلك، لهذا قد يكون التطبيق الجديد «ووبوت» البديل الأمثل.

علاج الإحباط

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يصيب الإحباط نحو 300 مليون شخص بمختلف الأعمار حول العالم، وهو اضطراب نفسي لا يؤثر على أداء الشخص في المنزل أو العمل فحسب، بل قد يودي به أيضًا إلى الانتحار أحيانًا. إذ تُقدِّر المنظمة أن الإحباط مسؤول عن وفاة نحو 800 ألف شخص سنويًا.
تتعدد خيارات العلاج أمام المصابين بالإحباط، ومنها برامج الوقاية منه والأدوية والعلاج النفسي. لكن ليس الجميع قادرين على تقبل بعض تلك الوسائل بسبب وجود صعوبات مادية أو نفسية أو جسمانية، وهي غالبًا ما تؤدي إلى تأقلم المصابين مع هجمات الإحباط دون مساعدة متخصصين. وفي العام 2017، كتب موقع فيوتشريزم عن عصابة الرأس الكهربائية التي تساعد في علاج الإحباط والبطانيات المُثَقَّلة ومدى فعالية دواء إسكيتامين.

ووبوت من أجلك

لم يكف الأطباء يومًا عن محاولاتهم في الوصول إلى فهم أفضل لآلية الإحباط لابتكار علاج فعال له، وبدأت منتجات مثل البطانيات المثقلة وعصابة الرأس الكهربائية في الدخول إلى الأسواق مؤخرًا بصفتها خيارات جديدة للعلاج.

تنامت شعبية بوتات المحادثة مؤخرًا لأنها توفر الدعم النفسي لمن يبحثون عنه عبر إجراء محادثات قيّمة معهم. وابتكرت «أليسون دارسي» طبيبة الأمراض النفسية السريرية من جامعة ستانفورد بوت محادثة يُسمى «ووبوت» خصيصًا للتعامل مع الإحباط، وهو تطبيق على الهاتف الذكي يتوسط المحادثة بين شخص مصاب مع طبيب معالج أو بوت محادثة أساسي.

قالت دارسي لبزنيس إنسايدر «لم نُتِح للمصابين خيارات متعددة، فماذا عن الأشخاص الذين لا يرغبون في التحدث مع شخص آخر؟» وأضافت «يُمثل هذا البوت جزءًا من فكرة مقابلة الأشخاص حيثما كانوا.»

يستخدم ووبوت مبادئ «العلاج الإدراكي-السلوكي» لانتقاء إجاباته في محادثاته مع الأشخاص بدلًا من إعطاء إجابات بسيطة مكررة مثل بوتات المحادثة الأخرى، وهو نوع من العلاج بالحديث يُعنى بمعالجة المشاكل النفسية من خلال مساعدة الشخص في تغيير نمط تفكيره السلبي. فمثلًا، إن سألك ووبوت عن يومك، وأجبت «سيئ، أشعر أنني بلا فائدة،» سيتعرف على هذا النمط من الكلام على أنه حديث سلبي مع النفس، فيجيبك بأن ما تقوله ليس صحيحًا.



يُشغل ووبوت وضع الأزمة إن أبدى المستخدم أفكارًا أو مشاعرًا أثناء حديثه قد تودي به إلى الانتحار أو إيذاء نفسه، ويُعلِم ووبوت المستخدم بعدم قدرته على التعامل مع هذا الوضع ويزوده بأرقام طوارئ ورابط إلكتروني لتطبيق يُدعى «تِك تِك» نجح في منع حوادث إيذاء النفس والتخلص من السلوك الانتحاري.

وقد يبدو التعزيز الإيجابي البسيط والعلاج الإدراكي السلوكي اللذين يوفرهما ووبوت بسيطين، لكن دارسي أثبتت أنهما يُحدثان فرقًا شاسعًا. إذ نشر فريق دراسي بحثه في دورية «ميديكال إنترنت ريسيرش, مينتال هيلث» يشرح فيه دراسة أُجريت على سبعين طالبًا مقسمين إلى مجموعتين، الأولى تحدث أفرادها مع ووبوت لأسبوعين، والأخرى قرأ أفرادها كتابًا إلكترونيًا للمعهد الوطني للصحة النفسية بعنوان «الإحباط بين طلاب الجامعات،» فلاحظ أفراد المجموعة الأولى انخفاضًا واضحًا في مستوى إحباطهم على عكس أفراد المجموعة الأخرى.

الصديق قبل المعالج


أُجريت التجربة حين كان ووبوت في مرحلة بيتا التجريبية، والآن أصبح متاحًا على فيسبوك ماسنجر ونظام آي أو إس مجانًا، ما يعني أنه متاح للجميع لتجربته، وستُطلَق الإصدارة على نظام أندرويد في وقت لاحق. حصل التطبيق على تقييم 4.2 من أصل 5 ونال استحسان مستخدمين كثر لأنه يساعد الأشخاص في اكتساب مهارات جديدة للتغلب على إحباطهم، ويتيح لهم التحدث مع أشخاص آخرين إن أرادوا ذلك، ولأنه يمنح الأشخاص الشعور بالارتياح بدلًا من إطلاق الأحكام عليهم. وكتب «إرين برودوين» مراسل بزنس إنسايدر أن «الحديث مع ووبوت يشبه إجراء محادثة حقيقية أحيانًا، ويشبه في أحيان أخرى لعبةً تدفع ووبوت إلى إطلاق بعض الحِكَم.»

ليس الهدف من ووبوت أن يحل محل المعالجين المتخصصين، فما زالت تأثيراته في علاج الإحباط على المدى الطويل غير واضحة المعالم. ويأمل المستخدمون أن يتمكن ووبوت من الإحساس بمشاعرهم كما يفعل المعالج المتخصص. فهو يُعد مثالًاعلى كيفية استخدام بوتات المحادثة والذكاء الاصطناعي معًا للحفاظ على صحة البشر وهو أحد الخيارات الحالية المتاحة لعلاج الإحباط.
قالت دارسي «لا تندرج تجربة ووبوت ضمن حدود علاقة إنسان-حاسوب، ولا ضمن حدود علاقة إنسان-إنسان أيضًا، فهي تقع في المنتصف بينها.»

المصدر