الاختبار الأول على البشر للقاح مضاد لفيروس زيكا

يعتبر لقاح شركة "إينوفيو" Inovio للبحوث الصيدلانية المعتمد على الحمض النووي والمضاد لفيروس زيكا الأول من بين لقاحات عدّة ويُتوقع أن يتم اختباره على البشر هذا العام.

منحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA الضوء الأخضر لإجراء التجربة السريرية الأولى للقاح مضاد لفيروس زيكا. وأعلنت شركتا "إينوفيو" و"جين وان لايف ساينس" GeneOne Life Science نهار الإثنين أن لقاحهما المسمى "جي إل إس-5700 GLS-5700 سيخضع بعد بضعة أسابيع للمرحلة الأولى من التجارب السريرية على أربعين متطوعًا بصحة جيّدة للتأكد من سلامة استخدامه.
ليست شركة "آينوفيو" الجهة الوحيدة في الميدان،  فتسعى معاهد الصحة الوطنية الأمريكية NIH وشركة "سانوفي"   Sanofi الفرنسية العملاقة في قطاع الدواء وشركة "باهارات بايوتك" Bharat Biotech الهندية   لتطوير لقاحات مضادة لفيروس زيكا أيضًا. وكان قد لفت أنطوني فوسي Anthony Fauci، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية، أن العلماء لن يتمكنوا من التأكد من نجاح اللقاحات المضادة لفيروس زيكا قبل بداية العام 2018، حتى لو سارت الأمور بدون مشاكل.  يختلف تصميم لقاح شركة "أينوفو" عن كل اللقاحات الأخرى  وقد يتم الإنتهاء من تطويره وتجربته  قبل انقضاء تلك المدة الزمنية بما أن معاهد الصحة الوطنية الأميركية لن تبدأ بتجاربها السريرية قبل شهر أيلول/سبتمبر.
وتقوم الاستراتيجيات المعروفة لإنتاج اللقاحات الفيروسية على استخدام فيروس حيوي لكن مخفف، أو جزيئيات فيروسية خاملة لتنبيه جهاز المناعة وهي إحدى المقاربات التي تعتمدها معاهد الصحة الوطنية الأمريكية. تعمل "أينوفيو"، من جهتها، على تطوير لقاح من الحمض النووي.  فيتم إدخال جينات اصطناعية من فيروس زيكا في البلازميد أي الجزيء الحلقي الذي يحمل الحمض النووي بهدف  دفع  خلايا المريض، عند إعادة حقن البلاسميد في  جسمه، إلى إنتاج بروتينات فيروسية من البلازميد  تعلّم جهاز المناعة كيفية مهاجمة فيروس زيكا. وتلجأ "أينوفيو" إلى المبدأ نفسه لتطوير لقاحاتها الأخرى، ومن بينها لقاح مضاد للإنفلونزا.تحتاج لقاحات الحمض النووي إلى مساعدة صغيرة لتنتقل إلى الخلايا. فبعد حقن المريض باللقاح، تستخدم الشركة تقنية تعرف باسم التثقيب الكهربائي electroporation delivery لتوجيه نبضات كهربائية تدوم جزءًا من الألف من الثانية إلى العضل أو البشرة فتفتح مسام الخلايا موقتًا وتسمح بدخول اللقاح.
وتتمتع لقاحات الحمض النووي بأفضلية على غيرها من اللقاحات التقليدية. فتركيب الحمض النووي الاصطناعي وعدم استخدام فيروس زيكا الخطر فيه يجعل اللقاح أكثر سلامة ويسرّع عملية إنتاجه  وتضافسهولة تخزينه  إلى سلة من ميزاته . في هذا الصدد، يقول المدير التنفيذي لشركة "آينوفيو" جوزيف كيم Joseph Kim "لسنا مضطرين لترك لقاحاتنا من الحمض النووي مجمدة، فإن وجب علينا إرسال شحنة من لقاحنا إلى الأدغال، لن نضطر إلى نقل برادات كبيرة."
لكن سارة جورج Sarah George، وهي عالمة في مركز تطوير اللقاحات Center for Vaccine Development في جامعة ساينت لويس Saint Louis University، تقول إن المحاولات السابقة في استخدام لقاحات الحمض النووي لم تنشّط جهاز المناعة بالقدر الكافي. وبالنسبة لفيروس زيكا، تبدو المسألة أكثر تعقيدًا. فتضيف قائلة "المشكلة تكمن في أننا لا نعرف كيف ستكون الاستجابة المناعية الوقائية على فيروس زيكا."
لا ينكر كيم، من جهته، أن اللقاحات التقليدية التي تستخدم فيروسات مخففة أو خامدة تولّد استجابة مناعية أقوى وحماية أفضل على الأرجح. ولكنه يقول: " الجانب السيء في المسألة هو أن هذه اللقاحات قد تحمل معها سمومًا إضافية وتسبب المرض الذي نسعى للوقاية منه".
ونظرًا لأن معدل مدة تطوير اللقاحات وطرحها في الأسواق  يفوق العشر سنوات، تسير عملية تطوير اللقاح المضاد لفيروس زيكا على نحو سريع حتى الآن. ويقول كيم إن تركيب اللقاح تطلّب بضعة أسابيع فحسب. وبعد الانتهاء من عملية التركيب، إختبر العلماء اللقاح على الفئران والقردة لحوالي ستة أشهر.
وتقول جورج "نأمل أن نجمع بيانات السلامة الكافية من المرحلة الأولى بحلول نهاية العام 2016 أو بداية 2017. وسننتقل عندها فقط إلى تجارب أكبر."
في الوقت الحالي ما زالت جهود تطوير لقاح شركة "آينوفيو" منفصلة عن  تلك التي تبذلها  معاهد الصحة الوطنية الأمريكية ، إلا أن كيم لا يعارض ضم الموارد والجهود ويضيف قائلاً "أرى أنه من الجيد الحصول على فرص متعددة لتحقيق غايتنا بالتعاون مع المعاهد أو سانوفي. لكن بمجرد أن تتوفر لنا البيانات الكافية، علينا بذل  ما في وسعنا لتحقيق هدفنا."

ليست هناك تعليقات