ابتكار طريقة تسهل كثيرا اكتشاف الثقوب السوداء

لا يزال علماء الفلك يواجهون صعوبة نسبيا في اكتشاف الثقوب السوداء، لأن جاذبيتها الهائلة تمنع حتى الضوء من الإفلات منها، وأفضل ما يمكنهم القيام به هو مشاهدة تأثيرها في الأجسام القريبة والإشعاعات القوية التي تصدر مما يجاورها، لكن هذا الأمر قد يتغير في المستقبل القريب بعدما توصل فريق دولي إلى تقنية جديدة تسهل كثيرا اكتشاف الثقوب السوداء.
ويتألف الفريق الدولي من أستاذ قسم الفيزياء والفلك في جامعة واترلو الكندية أفيري برودريك، وطالب الدكتوراه من كلية العلوم في الجامعة منصور كرامي، إلى جانب زملاء في الولايات المتحدة وإيران، حيث تمكنوا من تطوير تقنية من المفترض أن ترصد عشرة ثقوب سوداء في العام.
وتستند الطريقة الجديدة إلى دمج أداتين من أدوات الفيزياء الفلكية القياسية المستخدمة اليوم وهما "التصوير الدقيق" (مايكرولينسينغ) وقياس تداخل أمواج الراديو (راديو ويف إنترفيرومتري)، لبناء تلسكوب راديوي يأخذ لقطات متعددة لأحداث الجاذبية الدقيقة (حيث الأجسام مثل الثقوب السوداء تحني الضوء).
ويمكن من خلال هذه التقنية الحصول على تفاصيل مثل المسافة والكتلة والسرعة لأجسام لا تمكن دراستها بسهولة باستخدام الضوء المرئي.
وإذا عمل هذا النهج كما هو متوقع منه، فإنه قد يساعد علماء الفلك في تعويض الوقت الذي فاتهم في محاولة اكتشاف الثقوب السوداء، وسيكون له آثار على مجال علم أمواج الجاذبية الناشئ والطريقة التي يبحث بها العلماء عن الثقوب السوداء والأجسام المظلمة الأخرى في الفضاء.
وتقول جامعة واترلو إن هذه الطريقة قد تضاعف قائمة الثقوب السوداء المعروفة في غضون عامين، وإنها قد تغير بشكل جذري فهمنا لتاريخ الثقوب السوداء خلال عشر سنوات، حيث ستتيح للعلماء اكتشاف ودراسة الثقوب السوداء كمجموعة أوسع بدلا من التركيز على أمثلة فردية.
ورغم عدم وجود ضمانة بأن التقنية الجديدة ستنجح في تحقيق الأهداف المرجوة فإن أي زيادة مهما كانت قليلة في معدل رصد الثقوب السوداء قد تحسن بشكل كبير فهمنا للكون.

المصدر 

ليست هناك تعليقات