علماء عرب سطعوا في العصر الحديث




بالرغم من عدم حصول العلماء العرب -باستثناء أحمد زويل- على جائزة نوبل المرموقة، فإن هذا لا يعني عدم وجود علماء عرب قدموا إنجازات عظيمة للعلم في العصر الحديث، بل إن هناك العشرات، لكن لا يسع المجال للإشارة إلا إلى عدد منهم.
 
أحمد زويل
عالم كيمياء مصري أميركي الجنسية من مواليد سنة 1946 (توفي سنة 2016)، نال شهادة الدكتوراه في علوم الليزر من جامعة بنسلفانيا، وعمل في جامعة كالتك وأصبح أستاذا رئيسيا لعلم الكيمياء فيها.
 
فاز بجائزة نوبل للكيمياء لابتكاراته في مجال كيمياء "الفيمتو"، أصغر وحدة زمنية في الثانية، كما نال جوائز عديدة في مدن العالم المختلفة.
 
نشر زويل أكثر من 350 بحثا علميا في المجلات المتخصصة، وورد اسمه في قائمة الشرف في الولايات المتحدة والتي تضم أسماء الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأميركية، كما حل تاسعا من بين 29 شخصية باعتبارهم أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة، علما بأن هذه اللائحة تضم كلا من ألبرت آينشتاين وألكسندر غراهام بيل.
زويل (الواقف) حصل على جائزة نوبل في الكيمياء سنة 1999
مايكل عطية
عالم رياضيات لبناني من مواليد 1929، متخصص في علم الهندسة وحاصل على اللقب "فارس" (سير) البريطاني، ويعد من أبرز علماء الرياضيات في العالم. حصل على جائزة فيلدز في الرياضيات سنة 1967، وهي موازية في أهميتها لجائزة نوبل التي لا تمنح في هذا الحقل.
جمع عطية بين رئاسة أعرق مؤسستين في بريطانيا هما الجمعية الملكية التي تأسست سنة 1731، وكلية ترينيتي في جامعة كامبريدج التي تعتبر أغنى الكليات في بريطانيا. وهو يعمل حاليا أستاذا في جامعة أندنبره بأسكتلندا.
منير حسن نايفة
عالم ذرّة فلسطيني الأصل يحمل الجنسية الأميركية، من مواليد 1945. حاصل على درجة الدكتوراه في حقل الفيزياء الذرية وعلوم الليزر من جامعة ستانفورد الأميركية، وعمل من عام 1977 وحتى 1979 باحثا فيزيائيا بمعامل أوج رج.
 
يتبوأ نايفة حاليا منصب بروفيسور الفيزياء في جامعة إلينوي في أوربانا شامباين، وهو مؤسس ورئيس شركة "نانويسي أدفانسد تكنولوجي"، وحاصل على أكبر عدد من براءات الاختراع في صنع جزيئات النانو سيليكون بعدد 23 براءة، كما أنه يحمل عددا من براءات الاختراع المشتركة مع علماء في المملكة العربية السعودية والأردن.
 
منير نايفة
محمد النشائي
عالم فيزياء نظرية مصري من مواليد سنة 1943. استطاع تصحيح بعض الأخطاء والمفاهيم العلمية التي حوتها نظرية النسبية العامة لآينشتاين، وهو صاحب "نظرية المقطع الذهبي في فيزياء الكم" التي توصل إليها عام 1991.
كُرِّم من قبل مركز الفيزياء النظرية التابع لجامعة فرانكفورت الألمانية، ولديه مئة بحث مسجلة في الجمعية الأميركية للرياضيات، وقد رشحه علماء حائزون على جائزة نوبل مرات عدة لنيل هذه الجائزة.
مصطفى شاهين
عالم لبناني في مجال الفضاء، حصل على الدكتوراه في فيزياء الموائع سنة 1960 من جامعة بيركلي الأميركية قبل التحاقه بمختبر الدفع النفاث التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) حين كان برنامج غزو الفضاء الأميركي في بداياته، فكان صاحب الدور الرئيسي كباحث ومصمم ومطور ومحلل في كل تجارب الاستشعار عن بعد التابعة لناسا.
عمل رئيسا لقسم "علوم الأرض والفضاء" في ناسا وكان تحت إشرافه نحو أربعمئة باحث، وتولى لمدة 17 عاما منصب رئيس العلماء في مختبر الدفع النفاث الذي يعد من أهم مؤسسات الأبحاث في العالم. له أبحاث رائدة، وقد سمي الكويكب "شاهين 4103" (Chahine 4103) نسبة إليه.
فاروق الباز ومصطفى شاهين ومها عاشور وشادية حبال وشارل عشي، هم من العلماء العرب الذين أثروا ناسا بعلمهم
فاروق الباز
عالم مصري أميركي من مواليد سنة 1938، عمل في وكالة ناسا للمساعدة في التخطيط للاستكشاف الجيولوجي للقمر منذ 1967 وحتى 1972، كاختيار مواقع هبوط مركبات برنامج أبولو وتدريب رواد الفضاء على اختيار عينات مناسبة من تربة القمر وإحضارها إلى الأرض.
يشغل منصب مدير مركز تطبيقات الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأميركية، وهو مؤسس ومدير مركز دراسات الأرض والكواكب في المتحف الوطني للجو والفضاء بمعهد سميثونيان بواشنطن. حصل على 12 جائزة علمية، وله 12 كتابا و450 ورقة علمية منشورة.
مها عاشور
أستاذة الفيزياء بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس. أسهمت في وضع خطة الأبحاث الأساسية في فيزياء الفضاء في إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، ولها نحو عشرين بحثا علميا في مجال الفيزياء. حصلت على جائزة "نساء العلم" الأميركيات سنة 1990.
شادية حبال
عالمة فلك وفيزياء سورية الأصل أميركية الجنسية، تشغل منصب أستاذة كرسي فيزياء الفضاء في جامعة ويلز ببريطانيا منذ عام 2000، وتتركز بحوثها على الرياح الشمسية وكسوف الشمس. لعبت دورا رئيسيا في الإعداد لرحلة المسبار الشمسي لوكالة ناسا، وهو أول مركبة فضائية تدور فعليا داخل الهالة الشمسية، وتقدمت بحوالي ستين ورقة بحث لمجلات التحكيم العلمية.
شارل العشي
لبناني أميركي شغل منصب مدير مختبر الدفع النفاث المسؤول عن تطوير تقنيات الاندفاع في الفضاء الخارجي للمركبات الفضائية في ناسا، ونائب رئيس معهد كاليفورنيا التكنولوجي؛ له أكثر من 230 دراسة تتعلق بالفضاء واستكشافات الأرض ومراقبتها من الفضاء الخارجي، بالإضافة لمشاركته في عمل ناسا لاستكشاف المريخ والأنظمة الشمسية المجاورة.
مصطفى السيد ومجدي يعقوب ومايكل دبغي وإلياس الزرهوني وأحمد الطيبي، بعض من نوابغ العرب في الطب الحديث
مصطفى السيد
عالم كيمياء مصري من مواليد 1933، يعتبر أول عربي يحصل على قلادة العلوم الوطنية الأميركية -أعلى وسام أميركي في العلوم- لإنجازاته في مجال النانو تكنولوجي وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان.
يعمل أستاذا للكيمياء في جامعة جورجيا الأميركية، ويعتبر من أفضل علماء الكيمياء في العالم، وصنف عام 2011 في المرتبة الـ17 ضمن تصنيف تومسون رويترز لـ"أفضل علماء الكيمياء في العقد الماضي".
مجدي يعقوب
بروفيسور مصري بريطاني وجراح قلب بارز من مواليد 1935. أصبح أخصائي جراحات القلب والرئتين في مستشفى هارفيلد من 1969 إلى 2001، ومديرا لقسم الأبحاث العلمية والتعليم، وأستاذا في المعهد القومي للقلب والرئة. تمكن فريق طبي بريطاني بقيادته من تطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية. حصل على لقب "فارس" سنة 1966، وعلى جائزة "فخر بريطانيا" سنة 2007.
مايكل دبغي
طبيب ومخترع لبناني أميركي من مواليد 1908 (توفي سنة 2008) يعد من رواد جراحة القلب، وكان رئيسا فخريا لكلية بايلور الطبية في هيوستن، وجراح القلب المسؤول الأول في مستشفى ميثوديست في مركز تكساس الطبي بهيوستن. ابتكر المضخة الدوارة وهو في سن 23 سنة، والتي أصبحت جزءا أساسيا من آلة القلب الرئة ومنطلقا لعصر جراحة القلب المفتوح.
إلياس آدم الزرهوني
طبيب جزائري من مواليد سنة 1951، يتبوأ منصب مدير معاهد الصحة القومية الأميركية بولاية ميريلاند، وهو منصب لم يصل إليه أي عالم عربي من قبل. ويعمل في هذه المعاهد عشرة آلاف موظف وباحث، وموازنتها تفوق مرتين موازنة الدولة الجزائرية في جميع المجالات.
أحمد سعيد الطيبي
طبيب فلسطيني مختص في مجال الطب الوراثي، اكتشف 35 متلازما جينيا ذا صلة عميقة بتهيئة الاستعداد الوراثي للأمراض ذات المنشأ الجيني، وسميت العديد من هذه المتلازمات الجينية باسمه. له مئتا ورقة علمية طبية، بالإضافة إلى كتاب يتحدث فيه عن الأمراض الجينية عند العرب، وهو ما شكل النواة الأولى لتأسيس "الجمعية الأميركية الشرق أوسطية لأطباء الوراثة".
إن قائمة العلماء العرب المبدعين في العصر الحديث تطول لدرجة نعجز عن إحصائهم، فكل يوم يبزغ في سماء العلم عالم عربي جليل، وما ذكرناه منهم هو جزء يسير، كي نؤكد أن العقل العربي لا يقل كفاءة عن نظيره الغربي، ولو أتيحت له الظروف ذاتها لتفوق وأبدع.


المصدر

ليست هناك تعليقات